کد مطلب:239389 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:243

متی بدأ العباسیون دعوتهم، و کیف
و بعد هذا ... فان الشی ء المهم هنا هو تحدید الزمن الذی بدأ به العباسیون دعوتهم، و كیف ؟

و نستطیع أن نبادر هنا الی القول :

ان الذین بدءوا بالدعوة أولا هم العلویون، و بالتحدید من قبل أبی هاشم، عبدالله بن محمد بن الحنفیة . و هو الذی نظم الدعاة، و رتبهم » و قد انضوی تحت لوائه : محمد بن علی بن عبدالله بن العباس، و معاویة ابن عبدالله بن جعفر بن أبی طالب، و عبدالله بن الحارث بن نوفل ابن الحارث بن عبدالمطلب، و غیرهم.. و هؤلاء الثلاثة هم الذین حضروه حین وفاته، و أطلعهم علی أمر دعاته ...

و قد قرأ محمد بن علی، و معاویة بن عبدالله تلك الصحیفة، المشار الیها آنفا، و وجد كل منهما ذكرا للجهة التی هو فیها ..

و لهذا نلاحظ : أن كلا من محمد بن علی، و معاویة بن عبدالله، قد ادعی الوصایة من أبی هاشم؛ مما یدل دلالة واضحة علی أنه لم یخصص أیا منهما بالوصیة، و انما عرفهما دعاته فقط..



[ صفحه 30]



هذا .. و بعد موت معاویة بن عبدالله، قام ابنه عبدالله یدعی الوصایة من أبیه، من أبی هاشم .. و كان له فی ذلك شیعة، یقولون بامامته سرا حتی قتل..

و أما محمد بن علی فقد كان بمنتهی الحنكة و الدهاء، و قد تعرف - كما قلنا - من أبی هاشم علی الدعاة، و استطاع بما لدیه من قوة الشخصیة، و حسن الدهاء أن یسیطر علیهم، و یستقل بهم [1] ، و یبعدهم عن معاویة بن عبدالله، و عن ولده، و یبعدهما عنهم..

و استمر محمد بن علی یعمل بمنتهی الحذر و السریة .. و كان علیه أن :

1- یحذر العلویین، الذین كانوا أقوی منه حجة، و أبعد صیتا . بل علیه أن یستغل نفوذهم - ان استطاع - لصالحه، و صالح دعوته .. و لقد فعل ذلك هو و ولده كما سیتضح ..

2- و كان علیه أیضا أن یتحاشی مختلف الفئات السیاسیة، التی لن یكون تعامله معها فی صالحه، و فی صالح دعوته ..

3- و الأهم من ذلك أن یصرف أنظار الحكام الأمویین عنه، و عن نشاطاته، و یضللهم، و یعمی علیهم السبل ..

و لذا فقد اختار خراسان، فأرسل دعاته الیها، و أوصاهم بوصیته



[ صفحه 31]



المشهورة، التی یقسم فیها البلاد و الامصار : هذا علوی، و ذاك عثمانی، و ذلك غلب علیه أبوبكر و عمر، و الآخر سفیانی .. الی آخر ما سیأتی [2] .



[ صفحه 32]



و أمرهم - أعنی الدعاة بالتحاشی عن الفاطمیین، لكنه ظلل هو شخصیا، و من معه من العباسیین، الذین استنوا بسنته، و ساروا من بعده بسیرته - ظلوا - یتظاهرون للعلویین بأنهم معهم، و أن دعوتهم لهم . و لم یكن الا القلیلون یعرفون بأنه : كان یدبر الأمر للعباسیین .

و قد أعطی دعاته شعارات مبهمة، لا تعین أحدا، و صالحة للانطباق علی كل فریق ، كشعار : «الرضا من آل محد » و «أهل البیت»، و نحو ذلك ..


[1] شرح النهج المعتزلي ج 7 ص 150.

[2] و لقد بذل محمد بن علي جهدا جبارا في انجاح الدعوة، و كانت أكثر نشاطاته في حياة والده، علي بن عبدالله، الذي يبدو أنه لم يكن له في هذا الأمر دور يذكر . و توفي والده علي ما يظهر في سنة 118 ه . و كان قد بدأ نشاطاته ، حسب ما بأيدينا من الدلائل التاريخية من سنة 100 ه . أي بعد وفاة أبي هاشم بسنتين . اذ في : سنة 100 ه . وجه محمد بن علي من أرض الشراة ميسرة الي العراق و وجه محمد بن خنيس، و أباعكرمة السراج، و هو أبومحمد الصادق، و حيان العطار الي خراسان، و فيها أيضا جعل اثني عشر نقيبا، و أمر دعاته بالدعوة اليه، و الي أهل بيته ..

و في سنة 102 ه . وجه ميسرة رسله الي خراسان، و ظهر أمر الدعوة بها و بلغ ذلك سعيد خذينة، عامل خراسان ؛ فأرسل، و أتي بهم، و استنطقهم، ثم أخذ منهم ضمناء و أطلقهم ...

و في سنة 104 ه . دخل أبومحمد الصادق، و عدة من أصحابه، من أهل خراسان الي محمد بن علي ؛ فأراهم السفاح في خرقة، و كان قد ولد قبل خمسة عشر يوما، و قال لهم : «والله، ليتمن هذا الأمر، حتي تدركوا ثاركم من عدوكم».

و في سنة 105 ه . دخل بكير بن ماهان في دعوة بني هاشم .. و فيما مات ميسرة ؛ فجعل محمد بن علي بكيرا هذا مكانه في العراق ..

و في سنة 107، أو 108 ه . وجه بكير بن ماهان عدة من الدعاة الي خراسان، فظفر بهم عامل خراسان ؛ فقتلهم، و نجا منهم عمارة ؛ فكان هو الذي أخبر محمد ابن علي بذلك .

و في سنة 113 ه . صار جماعة من دعاة بني العباس الي خراسان ؛ فأخذ الجنيد بن عبدالرحمان رجلا منهم ؛ فقتله، و قال : « من اصيب منهم فدمه هدر ».

و في سنة 117 ه . أخذ عامل خراسان أسد بن عبدالله وجوه دعاة بني العباس، و فيهم النقباء، و منهم سليمان بن كثير، فقتل بعضهم، و مثل ببعضهم، و حبس آخرين ..

و في سنة 118 وجه بكير بن ماهان عمار بن يزيد - و هو خداش - واليا علي شيعة بني العباس ؛ فنزل مروا، و دعا الي محمد بن علي ؛ ثم غلا.